الخميس، 1 أغسطس 2013

العقل الدينى والتطور

  • صدمة العقل الإنسانى لأول وهلة مع جملة " نظرية التطور " نتيجة للوعى الدينى الثابت لديه أمر منطقى وطبيعى لأن وقتها اليقين الموجود لديه يصنف اى شىء من منطلق دينى أى ( حلال وحرام ) لذلك هذا المنطق فى التفسير هو ابعد مايكون عن الحيادية فى البحث والتدقيق والتأمل فى اى فكرة او موضوع يستقبله هذا النوع من العقل .. الموضوع ليس ببساطة أن أجعل نفسى محايداً فى تأملى لما يدور حولى الموضوع محتاج قراءة واسعة وتفتيح دماغ لتدريب العقل وزراعة معلومات كافية للتعامل مع الافكار الشاذة بالنسبة لذلك العقل .. إذا ذكرت لأى واحد جملة " نظرية التطور " ستجد رداً تلقائياً ( النظرية دى حرام وضد الدين ) عندما توجه له سؤالاً هل قرأتها ؟ يرد لا ولكن فلان قال هذا واقرا هذا المقال .. تعيد عليه السؤال يعيد عليك الجواب بصيغة مختلفة ويجبلك آيات قرآنية ويعارضلك تفسيرها مع رؤيته للنظرية التى لن يكلف نفسه عناء البحث فيها غير ببعض المقالات المضادة لها .. الرد الأقوى يكون فى جملة " أن الإنسان أصله قرد ويقولك لا طبعاً احنا مميزين عنهم وخلقنا ربنا فى احسن تقويم " .. النظرية الملعونة لم تقل ذلك من الاساس ولكنها اوضحت اننا مشتركين مع انواع من القردة فى 99% من الخريطة الجينية تلك النسبة الصادمة لهذا العقل الدينى المغلق يجعله يوجه لك ولها اتهامات لا تطاق .. المهم أننا نحن والكائنات المتشابهين معنا فى الجينات دول وكائنات اخرى نشترك فى اننا انحدرنا من سلالة قديمة منذ ملايين السنين وإلا لما كان ذلك التشابه الذى اثبتته علوم اللبيولوجيا الجزئية والاحياء والحفريات وغيره كحقائق لا تحتمل الشك ولكنها تحتاج للمزيد والمزيد من البحث لرسم تلك الخريطة الجينية بشكل أفضل فقط .. الأدهى من ذلك إنك بالبحث فى الموضوع من بداية الخليقة مثلا والخلية الأولى الى بدأت بيها حياتنا على الكوكب البائس هذا تجد ان هذا الكائن البدائى قد نشأ فى الماء ومن الماء بخليط من المواد الموجودة بتربة الارض فى اعماق المحيط التى وبتقرير العلم أيضاً أن جسمك هذا يحتوى على تلك المواد فعلياً الموجودة بتراب الكوكب التى بدورها آتت لهذا الكوكب عن طريق النجوم المنتشرة فى ذلك الفضاء الشاسع .. وبتتبع الموضوع أكثر وخاصة فى نمو الأجنة بين الكائنات الحية تجد طبعا تفسير هذا التعاقب هو أن الإنسان وغيره من الثديات ينحدر من أصول سمكية وبرمائية .. والسبب هو أن الجنين يكون محكوم بتاريخه التطوري .. لا تستغرب فالموضوع يحتاج فقط لبعض الدراسة والتأمل من منطلق علمى أولاً واذا كنت تدين بالإسلام أو المسيحية أو عابد للناموسة فأنصحك بأن تتبع نصيحة الله لك وأن " تقرأ " أولاً وثانياً وثالثاً قبل أن تستمع لرأى أحد فى الموضوع .. التطور حقيقة حياة وليست نظرية يمكن أن تخطأ او ترفضها أو تتصادم مع الدين .. العلم الذى لا تعرف عنه أنت شىء فى وطنك يضع التطور كأساس فى مختلف العلوم لذلك الدول الأوربية الغربية الفاجرة تتقدم بتدريس تلك الحقيقة لطلابها داخل المدارس لبناء وعى سليم فى البحث العلمى وفى حياتهم أما نحن فحدث ولا حرج .. الشيخ والقديس قال هذا حرام إذاً هذا حرام .. وعلينا العوض ومنه العوض ،،،

    مقالى الثالث - عصر الإثنين - العقل الدينى والتطور ،،،

الانسان المعجزة

نعمْ إنها المُعجزة . لا تتعجب فالمعجزات لم تنتهى بموت الأنبياء .. أنت نفسك معجزة أيها الإنسان الضعيف .. لقد تم خلقك بحيوانِ منوىِ واحد فى سباق يكاد يكون مستحيل بين 250 مليون حيوان منوى فى المتوسط تسبح فى أحشاء الأم التى تحملت هى أيضاً مشاقاً تندب لها الجبين لتخترق بويضة جُهزت خصيصاً لبداية خلق جديد لتخرج أنت إلى الدنيا .. نعم ياعزيزى إنك فى أيامك وأسابيعك الأولى من بداية خلقك يتم تشكيل خلاياك بمعجزة إلهية تتم داخل رحم الأم وتُظهر ملامحك بترتيبِ ربانىِ عجيب تلك الحواس التى تتشكل ليست من فراغ وإلى فراغ ولكن لهدف وماهية محددة .. وإلا لِما كان والدك ووالدتك تحملوا العناء وأكرمك الله بوضع لُبِنتَك الأولى وتهيأت إلى الحياة .. أنت أيها الموجود بأنفك بأذنك بفمك بجسمك الذى هو دليل على وجودك المادى فى الكون لك هدف وغاية لابد أن تحققها .. وإذا تعاملت برعونة مع جسمك ومع حواسك بل ومع وجودك المجازى فى كوننا الفسيح المتسع يومياً ستجد نفسك يوماً ما وهو ليس ببعيد واقفاً أمام من أعجّزك وميَّزك تُحاسب على عملية خلقك المُكلفة والباهظة الثمن والتكاليف .. عزيزى الموجود أدعوك للتفكُر فى ذاتك من أعماقها والبحث فى عيوبك وطباعك السيئة والسلبية ومميزاتك وتطويرها لكى تنهض بذاتك .. لا تدع الذبابة تتفوق عليك مع أنها حتى الآن متقوفة عليك فى الكثير والكثير وهى من الحشرات التى تثير إشمئزازى الشخصى ولكنها أكثر تعقيداً مما تتخيل أنت .. أنظر حولك إلى أتفه الحشرات ستجدها تعمل فى منظومة متكاملة لهدف ما وكل حشرة فى فريقها وعالمها تعرف دورها بتيقن وثقة فى الذات .. ولك فى النملة التى تأتى بحثاً عن قطعة سكر سقطت منك عِبرة لتُجَمِّع بها وبقطع أخرى زاد باقى الفريق المختبىء خلف بلاط بيتك الفخم .. أدعوك لنظرة أخرى لمن حولك .. تأمل كم أنت لاشىء حتى الآن وسط جموع الحشرات والبكيتريا والفيروسات التى تعيش وسطها غالبية الوقت .. ولن أقول لك وسط جموع الكائنات شديدة التنوع الأخرى .. نظرة واحدة بسيطة متواضعة برأسك الكبير المُجهز لحمل مُخك الكبير أيضاً المُجهز لكى تبحث وتتفكر إلى هذا القمر الموضوع فوقك بإحترافية لا متناهية بحيث يحفظ لك توازن المياة على سطح كوكبك المميز بجاذبية كونية محددة .. لن أقول لك أنظر لِتلك النباتات التى تزرعُها فى شُرفة بيتُك الجميلة .. كم تُرهق نفسها فى عملية البناء الضوئى ؛ لتنتج لك غاز الأكُسجين الذى تحتاجه بوفرة لإنقاذ خلايا دمك من الدمار والموت علماً بأن هذا الغاز هو أيضاً سبب وصولك للشيخوخة وموتك .. عزيزى الإنسان أنت فى الحقيقة لاشىء فى هذا المتسع الزمانى المكانى إلا نفسك .. كن أو لا تكن .

المقال الثانى .. فجر السبت 13/4/2013 .. إنسانياتٌ