وقال لى ذات يوم
يا " ملحد " هو يعرف أننى ألحدت بأفكاره وفهمه لدينه وخرافاته وألحدت بكفره
بنفسه وبالانسانية .
هكذا نطق لسانه
الحجرى السليط ليرد على هرطقتى الفكرية بنفى خرافاته الموروثة وإستحضر فقهه المعهود
وربه القوى ليذكره بـ " حكم المرتد " وتلفظ بكلماته المحفوظة ربنا يهديك
لأنك ضال وتستحق النفى والعزل بل والقتل ، هكذا هو لم يعرف للحرية طريقاً ولم يعرف
للنقاش سبيلاً ولم يراجع ولو لحظة ما أورثه إياه آباؤه وأجداده بل والأدهى أنه يتلسن
على القصص الموروثة لنبيه وهو يسأل عبدة اللات مثلاً وهم يقولون إننا نعبد إله آبائنا
وأجدادنا ، لم ينظر لنفسه ولو مرة بوضوح ليرى حقيقته الخاصة .
هؤلاء هم ياسادة
صناع الكُفر بالحياة صناع الجبرية والحتمية الأزلية صناع الجهل والموت ، لم يفهموا
ما معنى الحياة ولم يفهموا عبرة الموت بل ماتوا وقتلوا من أرادوا معهم ، عندما يحدثونك
على الحرية فهم يريدون تكبيلك بكل ما إستطاعوا من قوة .
الإلحاد يا سادة
هو إلحاد بأفكار وعقائد الجهل والموت والفقر والظلم ، " أنا مُلحد " ليس
معناها أننى بدون قلب أو إنعدمت أخلاقياتى لأن الأخلاق يضعها كل فرد لنفسه بدين أو
غير دين أما العقول المريضة هى التى لا تدرك أن الحياة ليست بالإلحاد أو الكفر بعقيدة
ما ، أو التدين بدين ما ، الحياة هى أبسط من ذلك هى أن تكون ما تريد وتزيل من على جاهزية
التفكير خاصتك آثار عدوان سنين الطفولة وإطلاق العنان للبحث والتأمل فى الحياة من كل
جانب وإدراك أن الإنسان ليس شىء سوى ذرة من ذرات كون غير محدود مشبع بقوانينه وجزء
منه ويدور معه وفيه وبه ، أن تدرك أن من حولك هم مثلك يستحقون أن يحيوا كما يشاؤا لا
كما تشاء أنت ، أن تدرك أن معنى التسامح والحب فى عقلك وقلبك ، أن تلفظ الكره لنفسك
وللآخرين وتحب الحياة ، أن تدرك أن موجود هنا الآن لك هدف أسمى لخدمة هذا الكوكب وفى
خدمة هؤلاء من حولك ، أن تدرك أن رسالتك ليست قمع حرية من حولك بافكارك ولا قتلهم لإرتداهم
عنها ولا التفتيش فى ضمائرهم ، فقط رسالتك هى المحبة والسلام وهى رسالة صعبة لعقول
توارثت العنف والكره بإسم آلهة عديدة وأديان عديدة ، إدراك لحجمك ونفسك وجهلك هو سبيلك
للمعرفة وهو سبيلك لتعليم نفسك كيف تحب نفسك وتحب الناس من حولك .
الحرية وكما إختلف
في تعريفها الفلاسفة كثيراً فقد إتفقوا بأنها مولودة بداخلنا فى شعورنا الداخلى العميق
ولكنها تحتاج لكى نعرفها ونبحث عنها بداخلنا وننميها ونعمل بها .
#الحرية