الأحد، 18 مايو 2014

جحيم التعصب

لا رقى بلا تسامح.

 فى لحظة من القرن الرابع قبل الميلاد عُقدت محاكمة لـ”سقراط”اجتمع حوالى 500 قاضياً لمحاكمته وإتهامه بالـ كفر.. دافع عن نفسه هذا الفيلسوف العظيم بكلمات نحتاج أن تقال كل يوم على مسامعنا وتدركها عقولنا :
 ليس على الأرض إنسان له الحق فى أن يملى على الآخر ما يجب أن يؤمن به أو يحرمه من حق التفكير كما يهوى”،”مادام الانسان على وفاق مع ضميره فإنه يستطيع أن يستغنى عن رضى اصدقائه وان يستغنى عن المال وعن العائلة وعن البيت ولكن بما أنه لا يمكن اى انسان أن يصل الى نتائج صحيحة بدون ان يفحص المسائل ما لها وما عليها فحصاً تاماً فإنه يجب ان يُترك الناس أحراراً لهم الحرية التامة فى مناقشة جميع المسائل بدون ان تتدخل الحكومة فى مناقشتهم”
 دافع بـ حجج قوية جعلت المجلس يخاطبه فى الكف عن تعليم تلاميذه بحيث اذا وعد وعداً صادقاً بذلك فإن المجلس يعفو عنه فكان جواب سقراط :

“كلا. ما دام ضميرى هذا الصوت الهادىء الصغير فى قلبى يأمرنى بأن اسير وأعلم الناس طريق العقل الصحيح فإنى سأوالى تعليم الناس وأصرح لهم بما فى عقلى بدون إعتبار للنتائج”.
 تم الحكم عليه بالكفر والقتل حتى تجرع السُم ومات بين تلامذته.

 يقول جون ستيوارت مل:
 لو أن كل البشرية ما عدا شخصاً واحداً فقط كانوا متفقين على رأى واحد، وكان ذلك الشخص الواحد بـ رأى مُغاير فإن البشرية كلها لن يكون لها الحق فى إسكات ذلك الشخص.
 لا يمكننا مطلقاً أن نتأكد من أن الراى الذى نحاول خنقه أو قمعه هو راى خاطىء ولو تأكدنا فإن الخنق أو القمع سيكون عملاً شريراً
 يتحدث مل هنا على فكرة طغيان الأغلبية أو بمعنى أصح طغيان الراى العام على رأى الأقلية مما يستتبع معه حرمان تلك الأقلية ومصادرة حقها فى التعبير عن الرأى والتعبير بالتالى مصادرة حقها فى التفكير ويدعو إلى الإلتفات إلى آراء الأقلية وعدم وصمها بالعمالة والخيانة والطابور الخامس والتكفير عسى أن يكون فى تلك الآراء ما يكون صحيحاً !
  
يقول سارتر :
حريتنا هى الشىء الوحيد الذى ليس لنا الحرية فى أن نتخلى عنه، بل إن حريتنا تمتد إلى ما لانهاية، فتريد لنفسها الإنتحار حينما يرغب المرء فى التنازل عن كل إختيار !
 ليست الحرية واقعة نتقبلها على الرغم منا، أو حقيقة ضرورية لا نملك إلا أن نخضع لها، بل هى عملية روحية تعبر عن مقدور تحرير ذواتنا، وإذا كان من الحق أن الناس لا يطربون لشىء بقدر ما يطربون للقول بأنهم أحرار،  فإن من الحق أيضاً أنه ليس أشق على الناس من أن يتحرروا بالفعل.
  
يقول جون لوك فى كتابه رسالة فى التسامح  :
ليس من احد ان يقتحم بإسم الدين الحقوق المدنية و الأمور الدنيوية.”
“فن الحكم ينبغى ألا يحمل فى طياته اى معرفة عن الدين الحق.”
“خلاص النفوس من شأن الله وحده.”
“الله لم يفوض أحداًَ فى ان يفرض على اى إنسان ديناً معيناً.”
 بمعنى اذا كان للدولة دين رسمى صار الطعن فى الدين او انتقاده داعية الى تألب طوائف عديدة منهم العامة الذين يحثهم خوفهم من الدين على اضطهاد المُنتقد ومنهم الكهنة الذين يخشون على مصالحهم ومنهم أفراد الامة تقريباً الذين يرون ان السير على سنن السلف أيسر على قلوبهم من ابتداع البدع.

 يقول كانط فى كتابه الدين فى حدود مجرد العقل :
من يسمى كافراً هو فى واقع الأمر مجرد مؤمن مختلف عنا، وكل معتقد نظامى يقود فى آخر المطاف الى تصنيف الناس الى كفار ومؤمنين.

 حرية المعتقد لا تكفى كى يقوم هناك فهم أخلاقى حقيقى للدين، بل إن حرية التفكير العمومية هى الضمان الأكبر لإصلاح أى استعمال غير مفيد لعقولنا فى مسائل الدين، وهذه الحرية هى مبررة تماماً ليس فقط للفلاسفة بل حتى لعلماء الدين أنفسهم حتى يكونوا دوماً منفتحين على الرأى الأفضل فى فهم أى مسألة ويمكن عندئذ أن يعوّلوا على ثقة الجماعة فى قرارهم.
 التعرض لأصحاب الرأى المختلف، وأصحاب التفكير النقدى والفلسفى والإبداعى وإضطهادهم تم عبر العصور بأبشع الطرق بداية من الوصاية حتى التكفير والقتل ولم يعرف العالم معنى التسامح إلا بعدما سالت دماء الإنسان عبر نواحى الأرض نتيجة لتعصب معتقد على آخر ودين على آخر بل وحتى راى على رأى آخر، عبرت دول العالم نحو التسامح وتعلموا كيف يعيشون سوياً على الأرض. كيف يبنون أوطاناً رحبة بأبنائها قوية بسواعدهم آمنة بتسامحهم. تحرروا من قيود الوهم المطلقة وأدركوا أن الإنسان هو الغاية وأنا تطور المجتمعات وإختراع الحكومات والأحزاب والدولة كان لرفاهية الإنسان.
  
ختاماً من هو المتعصب؟
الجواب : هو الذى يشتهى إنتصار عقيدته على عقيدة الآخرين، وهو الذى يشتهى عند اللزوم، الإستعانة بالعنف لتدمير عقيدة هؤلاء.

http://civicegypt.org/?p=48147

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

مقتطفات عن التطور

كلمتين عن التطور ببساطة :

نظرية "النشوء و الإرتقاء" تعتمد على نشوء أنواع جديدة بفعل التطوّر مما يؤدى إلى إرتقائها فى سلسلة الكائنات الحية ، الكلام دة كان مبنى على قاعدة واحده و هو البقاء للأصلح أو أن الكائن الذى تتوافر فيه شروط مواكبة المتغيرات التى تبثها الطبيعه فى جيناته هو الكائن الوحيد القادر على البقاء و الحفاظ على نوعه من الإندثار .. يعنى لو حصل وضرب مذنب مثلاً ضخم الكوكب الصرصار عنده المقدرة انه ينجو بنسبة أكبر من الإنسان وزى ما الديناصورات إختفت بعد ضربة الكوكب الكبرى وقتها وتم نجاة الكائنات الأقل حجماً وقتها ..


التطوّر يحدث فى الكائنات الحية نتيجة تأثير عاملين مهمّين جدا :
العامل الأول "كمية الموارد" الموجودة فى البيئه المحيطة و اللازمة لبقاء الكائن الحى لإعتماده التام عليها .
العامل الثانى : "عدد الكائنات الحية" الموجودة فى بيئة ما .

بمقارنة الإثنين سنجد أن النتيجة الحتمية لهذه المعادلة هى حدوث شئ من ثلاثة إحتمالات :
الإحتمال الأول : وجود موارد بيئية تكفى الكائنات الحية المنتفعة بها و دى بتنقص مع الوقت و دة يوصلنا إلى الإحتمالين الآخرين نتيجة نقص الموارد و زيادة العدد المنتفع بها ، فتحدث النتيجه الثانية : و هى "إنقراض النوع تماماً"
أو تحدث النتيجة الثالثة : و هى "وجود بعض الأفراد من هذه الكائنات" و التى تستطيع التعوّد على التعايش مع نقص الموارد (تكيّف) يعنى و من هنا تبدأ نظرية التطوّر فعلياً ..

عند ظهور أفراد قادرين على التعايش مع قلة الموارد دى "السلف" يحدث تغيّر جينى داخل الكائنات دى يؤدى إلى توريث هذه الصفة إلى الأجيال الجديدة "إنسياب الموروثات" فى محاولة للتكيّف مع البيئة مما يؤدى إلى ظهور أفراد جديدة تختلف جينياً إلى حد ما عن السلف الأصلى "إنحراف وراثى" و نتيجة لتراكم كل هذه العمليات الجينية داخل الأجيال الجديدة المتتالية فتظهر أنواع جديدة مختلفة تماماً عن النوع الأصلى "إنتواع" ودة اللى بنسميه "التنوع البيولوجى للكائنات على كوكب الأرض" .
 لنا حديث مُكمل :)

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

مُلحد بكم وبما تعتنقون



وقال لى ذات يوم يا " ملحد " هو يعرف أننى ألحدت بأفكاره وفهمه لدينه وخرافاته وألحدت بكفره بنفسه وبالانسانية .

هكذا نطق لسانه الحجرى السليط ليرد على هرطقتى الفكرية بنفى خرافاته الموروثة وإستحضر فقهه المعهود وربه القوى ليذكره بـ " حكم المرتد " وتلفظ بكلماته المحفوظة ربنا يهديك لأنك ضال وتستحق النفى والعزل بل والقتل ، هكذا هو لم يعرف للحرية طريقاً ولم يعرف للنقاش سبيلاً ولم يراجع ولو لحظة ما أورثه إياه آباؤه وأجداده بل والأدهى أنه يتلسن على القصص الموروثة لنبيه وهو يسأل عبدة اللات مثلاً وهم يقولون إننا نعبد إله آبائنا وأجدادنا ، لم ينظر لنفسه ولو مرة بوضوح ليرى حقيقته الخاصة .

هؤلاء هم ياسادة صناع الكُفر بالحياة صناع الجبرية والحتمية الأزلية صناع الجهل والموت ، لم يفهموا ما معنى الحياة ولم يفهموا عبرة الموت بل ماتوا وقتلوا من أرادوا معهم ، عندما يحدثونك على الحرية فهم يريدون تكبيلك بكل ما إستطاعوا من قوة .

الإلحاد يا سادة هو إلحاد بأفكار وعقائد الجهل والموت والفقر والظلم ، " أنا مُلحد " ليس معناها أننى بدون قلب أو إنعدمت أخلاقياتى لأن الأخلاق يضعها كل فرد لنفسه بدين أو غير دين أما العقول المريضة هى التى لا تدرك أن الحياة ليست بالإلحاد أو الكفر بعقيدة ما ، أو التدين بدين ما ، الحياة هى أبسط من ذلك هى أن تكون ما تريد وتزيل من على جاهزية التفكير خاصتك آثار عدوان سنين الطفولة وإطلاق العنان للبحث والتأمل فى الحياة من كل جانب وإدراك أن الإنسان ليس شىء سوى ذرة من ذرات كون غير محدود مشبع بقوانينه وجزء منه ويدور معه وفيه وبه ، أن تدرك أن من حولك هم مثلك يستحقون أن يحيوا كما يشاؤا لا كما تشاء أنت ، أن تدرك أن معنى التسامح والحب فى عقلك وقلبك ، أن تلفظ الكره لنفسك وللآخرين وتحب الحياة ، أن تدرك أن موجود هنا الآن لك هدف أسمى لخدمة هذا الكوكب وفى خدمة هؤلاء من حولك ، أن تدرك أن رسالتك ليست قمع حرية من حولك بافكارك ولا قتلهم لإرتداهم عنها ولا التفتيش فى ضمائرهم ، فقط رسالتك هى المحبة والسلام وهى رسالة صعبة لعقول توارثت العنف والكره بإسم آلهة عديدة وأديان عديدة ، إدراك لحجمك ونفسك وجهلك هو سبيلك للمعرفة وهو سبيلك لتعليم نفسك كيف تحب نفسك وتحب الناس من حولك .

الحرية وكما إختلف في تعريفها الفلاسفة كثيراً فقد إتفقوا بأنها مولودة بداخلنا فى شعورنا الداخلى العميق ولكنها تحتاج لكى نعرفها ونبحث عنها بداخلنا وننميها ونعمل بها .

#الحرية

الخميس، 1 أغسطس 2013

العقل الدينى والتطور

  • صدمة العقل الإنسانى لأول وهلة مع جملة " نظرية التطور " نتيجة للوعى الدينى الثابت لديه أمر منطقى وطبيعى لأن وقتها اليقين الموجود لديه يصنف اى شىء من منطلق دينى أى ( حلال وحرام ) لذلك هذا المنطق فى التفسير هو ابعد مايكون عن الحيادية فى البحث والتدقيق والتأمل فى اى فكرة او موضوع يستقبله هذا النوع من العقل .. الموضوع ليس ببساطة أن أجعل نفسى محايداً فى تأملى لما يدور حولى الموضوع محتاج قراءة واسعة وتفتيح دماغ لتدريب العقل وزراعة معلومات كافية للتعامل مع الافكار الشاذة بالنسبة لذلك العقل .. إذا ذكرت لأى واحد جملة " نظرية التطور " ستجد رداً تلقائياً ( النظرية دى حرام وضد الدين ) عندما توجه له سؤالاً هل قرأتها ؟ يرد لا ولكن فلان قال هذا واقرا هذا المقال .. تعيد عليه السؤال يعيد عليك الجواب بصيغة مختلفة ويجبلك آيات قرآنية ويعارضلك تفسيرها مع رؤيته للنظرية التى لن يكلف نفسه عناء البحث فيها غير ببعض المقالات المضادة لها .. الرد الأقوى يكون فى جملة " أن الإنسان أصله قرد ويقولك لا طبعاً احنا مميزين عنهم وخلقنا ربنا فى احسن تقويم " .. النظرية الملعونة لم تقل ذلك من الاساس ولكنها اوضحت اننا مشتركين مع انواع من القردة فى 99% من الخريطة الجينية تلك النسبة الصادمة لهذا العقل الدينى المغلق يجعله يوجه لك ولها اتهامات لا تطاق .. المهم أننا نحن والكائنات المتشابهين معنا فى الجينات دول وكائنات اخرى نشترك فى اننا انحدرنا من سلالة قديمة منذ ملايين السنين وإلا لما كان ذلك التشابه الذى اثبتته علوم اللبيولوجيا الجزئية والاحياء والحفريات وغيره كحقائق لا تحتمل الشك ولكنها تحتاج للمزيد والمزيد من البحث لرسم تلك الخريطة الجينية بشكل أفضل فقط .. الأدهى من ذلك إنك بالبحث فى الموضوع من بداية الخليقة مثلا والخلية الأولى الى بدأت بيها حياتنا على الكوكب البائس هذا تجد ان هذا الكائن البدائى قد نشأ فى الماء ومن الماء بخليط من المواد الموجودة بتربة الارض فى اعماق المحيط التى وبتقرير العلم أيضاً أن جسمك هذا يحتوى على تلك المواد فعلياً الموجودة بتراب الكوكب التى بدورها آتت لهذا الكوكب عن طريق النجوم المنتشرة فى ذلك الفضاء الشاسع .. وبتتبع الموضوع أكثر وخاصة فى نمو الأجنة بين الكائنات الحية تجد طبعا تفسير هذا التعاقب هو أن الإنسان وغيره من الثديات ينحدر من أصول سمكية وبرمائية .. والسبب هو أن الجنين يكون محكوم بتاريخه التطوري .. لا تستغرب فالموضوع يحتاج فقط لبعض الدراسة والتأمل من منطلق علمى أولاً واذا كنت تدين بالإسلام أو المسيحية أو عابد للناموسة فأنصحك بأن تتبع نصيحة الله لك وأن " تقرأ " أولاً وثانياً وثالثاً قبل أن تستمع لرأى أحد فى الموضوع .. التطور حقيقة حياة وليست نظرية يمكن أن تخطأ او ترفضها أو تتصادم مع الدين .. العلم الذى لا تعرف عنه أنت شىء فى وطنك يضع التطور كأساس فى مختلف العلوم لذلك الدول الأوربية الغربية الفاجرة تتقدم بتدريس تلك الحقيقة لطلابها داخل المدارس لبناء وعى سليم فى البحث العلمى وفى حياتهم أما نحن فحدث ولا حرج .. الشيخ والقديس قال هذا حرام إذاً هذا حرام .. وعلينا العوض ومنه العوض ،،،

    مقالى الثالث - عصر الإثنين - العقل الدينى والتطور ،،،

الانسان المعجزة

نعمْ إنها المُعجزة . لا تتعجب فالمعجزات لم تنتهى بموت الأنبياء .. أنت نفسك معجزة أيها الإنسان الضعيف .. لقد تم خلقك بحيوانِ منوىِ واحد فى سباق يكاد يكون مستحيل بين 250 مليون حيوان منوى فى المتوسط تسبح فى أحشاء الأم التى تحملت هى أيضاً مشاقاً تندب لها الجبين لتخترق بويضة جُهزت خصيصاً لبداية خلق جديد لتخرج أنت إلى الدنيا .. نعم ياعزيزى إنك فى أيامك وأسابيعك الأولى من بداية خلقك يتم تشكيل خلاياك بمعجزة إلهية تتم داخل رحم الأم وتُظهر ملامحك بترتيبِ ربانىِ عجيب تلك الحواس التى تتشكل ليست من فراغ وإلى فراغ ولكن لهدف وماهية محددة .. وإلا لِما كان والدك ووالدتك تحملوا العناء وأكرمك الله بوضع لُبِنتَك الأولى وتهيأت إلى الحياة .. أنت أيها الموجود بأنفك بأذنك بفمك بجسمك الذى هو دليل على وجودك المادى فى الكون لك هدف وغاية لابد أن تحققها .. وإذا تعاملت برعونة مع جسمك ومع حواسك بل ومع وجودك المجازى فى كوننا الفسيح المتسع يومياً ستجد نفسك يوماً ما وهو ليس ببعيد واقفاً أمام من أعجّزك وميَّزك تُحاسب على عملية خلقك المُكلفة والباهظة الثمن والتكاليف .. عزيزى الموجود أدعوك للتفكُر فى ذاتك من أعماقها والبحث فى عيوبك وطباعك السيئة والسلبية ومميزاتك وتطويرها لكى تنهض بذاتك .. لا تدع الذبابة تتفوق عليك مع أنها حتى الآن متقوفة عليك فى الكثير والكثير وهى من الحشرات التى تثير إشمئزازى الشخصى ولكنها أكثر تعقيداً مما تتخيل أنت .. أنظر حولك إلى أتفه الحشرات ستجدها تعمل فى منظومة متكاملة لهدف ما وكل حشرة فى فريقها وعالمها تعرف دورها بتيقن وثقة فى الذات .. ولك فى النملة التى تأتى بحثاً عن قطعة سكر سقطت منك عِبرة لتُجَمِّع بها وبقطع أخرى زاد باقى الفريق المختبىء خلف بلاط بيتك الفخم .. أدعوك لنظرة أخرى لمن حولك .. تأمل كم أنت لاشىء حتى الآن وسط جموع الحشرات والبكيتريا والفيروسات التى تعيش وسطها غالبية الوقت .. ولن أقول لك وسط جموع الكائنات شديدة التنوع الأخرى .. نظرة واحدة بسيطة متواضعة برأسك الكبير المُجهز لحمل مُخك الكبير أيضاً المُجهز لكى تبحث وتتفكر إلى هذا القمر الموضوع فوقك بإحترافية لا متناهية بحيث يحفظ لك توازن المياة على سطح كوكبك المميز بجاذبية كونية محددة .. لن أقول لك أنظر لِتلك النباتات التى تزرعُها فى شُرفة بيتُك الجميلة .. كم تُرهق نفسها فى عملية البناء الضوئى ؛ لتنتج لك غاز الأكُسجين الذى تحتاجه بوفرة لإنقاذ خلايا دمك من الدمار والموت علماً بأن هذا الغاز هو أيضاً سبب وصولك للشيخوخة وموتك .. عزيزى الإنسان أنت فى الحقيقة لاشىء فى هذا المتسع الزمانى المكانى إلا نفسك .. كن أو لا تكن .

المقال الثانى .. فجر السبت 13/4/2013 .. إنسانياتٌ

الخميس، 25 يوليو 2013

على الهامش


مرت السنين يا أبى وأنا لا أعرفك . نضجت وترعرت فى كنف أمى وأخى . أعرف أنك ترانى قاسياً بعض الأحيان . انانياً أحياناً أخرى . تنظر لى وكأننى مدلل بكثرة من أمى . وأنها أخطأت تربيتى . ولا تكل من إظهار هذا الوصف فى أفعالك أو كلماتك القاسية . لكنى أحترم نفسى . أجلس فى صمت . أذهب فى صمت . أنام فى صمت . هادئاً معظم الوقت . أحترم الجميع . أقدر عقول من حولى . أحترمك . لكن لم تترك لى فرصة لأحن عليك . فما زلت أتذكر إهاناتك المستمرة لأمى فى صغرى ومع كل إهانة يزداد كرهى لك . لا تعلم الآن لماذا أنا كذلك معك كلما أحاول أن أستعيد إنسانيتى معك تُفقدنى بكلماتك القاسية التى لم تُراجعها أو تضع حاجز عليها قبل أن تُلقى بها علىّ فتحرقنى وتزيد من حجم الكراهية . لم تُدرك أنك قد دمرت كل شىء جميل بيننا . لم تدرك ولا تريد أن تتدارك بأنك مخطىء فى حق نفسك وحقى وحق أمى التى توفت وهى تكره حياتها معك وتشعر بالنفاق معك . لم تُدرك كم كنت تتعامل معى عن طريق النقود فأصبحت وسيلة مادية لا شعورية ولا تعرف كيف تشعرنى بك او تشعر بى . نظراتك كانت دائما قاسية بها من الغيرة والغباء كأنى لست ابنك . كنت أشعر بكل نظراتك وبكل ما تخفيه خلف كلماتك الخبيثة وكأنى لست من نطفتك . أبى أنت لم تدرك حتى الآن أنك كوسيلة مادية تتعامل معى بها لست إلا تلك الوسيلة وإذا فقدتها فلم يعد لك أى حيز أو مكان فى حياتى . أبى كم أنا حزين على هذا الشعور القاتل والمخزى تجاهك لكنك لم تترك لى أى سبيل آخر . لم ترانى وأنا أكبر ولم تعرفنى . وعندما تقربنا كانت المأساة التى كانت تعانيها أمى أمام عينى تتكرر معى ولكن فى زمان آخر بيننا . كل يوم إزداد قلبى إنغلاقاً . كل يوم تحاسبنى وكأنك تمن عليا بشىء وتطالبنى به وتتباهى عليا به . كل يوم أزداد كرهاً وحنقاً عليك . لا ولم تعلم أن الأبوة ليست تسلط أو صوت عالى أو أوامر أو إعطاء مبلغاً نقدياً فقط . الأبوة هى أن أشعر بأن خلفى حائط أحتمى به وأنا لم أجده طيلة حياتى . وعندما حانت اللحظة لكى أجده فقدته إلى غير رجعة . لا أنتمى إليك . فقدتك بلا رجعة . لا إستعطاف . لا إستجداء لمشاعرى . لم تحترمنى ولم تحترم شخصى ولم تحترم عقلى . لا تلومنى يا أبى .

‫#‏هامش_من_رسالة‬ أكتبها .

الاثنين، 27 مايو 2013

مقالى التاسع .. وهم الإنسان والإله

منذُ أيام وأنا أغوص فى بحرِ عميقِ أبحث فيه عن مفاهيمِ جديدة للحياة .. فى ظل تلك الرحلة مررتُ بالكثير من الأسئلة والصدمات والذهول والتعجب مما رأيت فى أعماق هذا البحر .. رأيتُ أشكالأ وألواناً لم أرها فى حياتى من قبل فى ظل الأبيض والأسود والرمادى المهيمنين على حياة الغالبية من البشر .. ألوانٌ تشع من الضوء ما يجعلك ترى بشكل أفضل .. تنظر برؤية مختلفة .. وكانت رؤية الله هى الفارقة .. نعم رأيت الله بألوانٌ جديدة غير تلك الألوان السقيمة العقيمة التى تجعلك كالأعمى .. الله كان مُتأثراً بما يحدث فى الأرض لم يكن يتوقع أن تصير البشرية بهذا الغباء الساحق .. لم يكن يتخيل أن الإنسان يراه بتلك الصورة المفجعة .. لقد رأى الله الناس تتشدق برحمته وتأمل جنته بدون عمل آملين فى تلك الرحمة ونسوا كلمة العدل .. لقد رآهم إعتمدوا على كلمة الله وإتكلوا عليها فأصبحوا كالحمار يحمل أسفاره .. أصبحوا مُسيرين لا مخيرين .. زرعوا بأنفسهم فكرة أن الله يتحكم بهم وبأفعالهم فى كل شىء .. ولم يفكروا يوماً بسؤال وإذا كان كل عمل نقوم به هو من عند الله ونحن مسيرون فيه فلماذا إذن سنحاسب على تلك الأفعال طالما لم نكن مخيرين فيها ؟ .. لقد فقد الناس إيمانهم بأنفسهم .. شعروا بالضعف والوهن والجهل .. فأرادوا الهروب من الحقيقة فألقوا بالأعذار والأسباب على المشيئة الإلهية ليخرجوا هم كالحمار الذى يحمل أسفاره .. وكأن هذا الإله قد خلقهم عبثاً .. الإله هو جوهر روح الإنسان  فإذا كان الإنسان كذا فسيرى الإله كذا وإذا كان الإنسان كذلك سيرى الإله كذلك .. وهنا تقع المفارقة الكبرى فتجد سلاطين الأمم وحكمامهم يعبثون بالإرادة الإلهية ليتحكموا بها من داخل عقول البشر .. ويُمجدون ويضعون أنفسهم فى هذا المنصب بمشيئة الإله ولولا الإله لما كانوا هنا ولو كان الإله يراهم شراً للأمة لما كانوا هنا .. الإله ليس له علاقة بذلك المنطق الحقير .. وأى إله هذا الذى يرضى بظلم الحاكم وجوره .. أى إله هذا الذى جعل الناس تحارب الحاكم بالصلاة والدعاء فى المساجد والكنائس .. وتركوا أهم قاعدة " لكل سبب نتيجة " أى أن الإنسان إذا لم يقاوم الظلم وظل يتعبد فقط فهو يستحق الظلم والجور عليه لأنه تخلى عن الإنسان بداخله تخلى عن مبدأ وجوده تخلى عن قيمة الحياة .. رأيت الناس يدافعون بالدين عن الدين وبالدين عن كل شىء وهم أكثر الناس ظلماً لأنفسهم وبعداً عنها وجهلاً بها .. لقد أعطى هذا الإله الناس حرية إختيار فى كل شىء فلا أعلم سر التبلد واللامبالاة والإتكالية التى سيطرت على عقول الناس وترك الأمر كله لهذا الإله .. هذا الوهم ليس إلا قتل الإنسان بداخلك أنت المتحكم الأول والأخير فى حياتك وليس الله .. واذا كنت تؤمن بأن هذا الإله قد وضع سنن وقوانين لهذا العالم الفسيح من حولنا وهذا الكون الممتدد إلا ما لانهاية حتى الآن والذى لا يستطيع أن يدركه عقلك المحدود فذلك الإيمان يدعوك للإختيار والحرية فى كل أفعالك .. فلُتيقظ الإنسان بداخلك وإلا تترك نفسك تتعفن وتموت .

مقالى التاسع - سلسلة إنسانيات - بعنوان " وهم الإنسان والإله "

الجمعة، 24 مايو 2013

إندثرت الحقيقة وسط غيوم الأكاذيب .. أوهام مُنظمة .. أحاديث مُلفقة .. كلمات مُنمقة .. معلومات مُفبركة .. كيف بعد كل هذا يمكن أن ترى الحقيقة أو أن تستشفها ؟ لا تقُل لى إنها واضحة .. كيف تكون واضحة وأنت لا تفكر ؟ ..  بُنيان عقلك فى الأساس معتمد على أوهام فى كل شىء أخطأت تقديراتك فى كل شىء .. الحقيقة لها عناوين كثيرة .. العدالة لها وجوه أكثر .. كل منهم يستحيل أن تستشفه بسهولة وأنت جالس تشاهد وتسمع فقط .. لقد حُرفت الحياة بكل معانيها .. فقدت معناها الإنسانى .. عُقول عاهرة تنطق فى كل مكان عن الحق والعدل .. أين الحق ؟ وما هو العدل ؟ .. الجميع يتحدث ويتمنى ولكن ، مافائدة الأمانى والعقل متوقف .. حلمه ضيق ؟ حَدثونى عن الإخلاص ولم أعرف معناه .. حَدثونى عن الحب وتاه وسط الأوهام .. حَدثونى عن التقوى والفضيلة ولم أجدهم إلا فى سير الأنبياء والرسل والفلاسفة ؟ وهل الأنبياء والرسل معصومون من الخطأ ؟ أليس الفلاسفة كانوا أكثر عمقاً فى الوصول لإجابات وتعليم البشر الفضيلة أكثر من الأنبياء ؟ حَدثونى عن الأديان وفضلها على العالمين فوجدتها تحولت لسبيل يستخدمها كل ناعق لتدمير الأرض والبشر بإسم الإله والدين والحق ؟ أى إله ؟ وأى دين ؟ وأى حق ؟ لقد إمتلأت الأرض دماءاً بإسم الإله الواحد .. بإسم المسيح .. بإسم الإسلام .. أى إنسان تبحثون عنه فى وسط هذه الدماء المُبعثَرة .. ألم يكنْ من الأجدى أن نبحث عن أنفسنا ونكتفى بالبحث عن الإله ؟ ألم نكتفى بإراقة دماء الإنسان والحيوان والكائنات التى تعيش معنا ؟ .. ألم يكفينا عبثاً .. أم أصبحنا لا نستطيع أن نحيا إلا فى العبث منه وإليه ؟ .. " الأرض " هو إسم كوكب الدمار الموجود بين مجموعة كواكب أخرى تدور فى فلك نجم متوسط يبعث لها ضوءاً وحرارة وحياة وهو الوحيد الذى تدمر فيه البشرية نفسنا ومن معها .. جاءت الأديان لتكرم الإنسان وتجعله يؤمن بإله واحد ! .. ألم تأتى للإنسان العاقل المُفكر والمُتخيل المُبدع لتحثه على تشغيل العقل .. الهبة الممنوحة من هذا الإله الواحد .. أم أتت لجعله يؤمن بأشياء ومعجزات خارقة ويقفز خارج عقله بتلك الأشياء التى لا يقبلها عقل الإنسان .. إذا جاءت بذلك فإنها تلغى الميزة الوحيدة التى جعلت من الإنسان مختلفاً عن الكائنات التى يعيش معها وتضعه فى مرتبة النملة أو الصرصار أو الذبابة .. ألم توضع نصوص الأديان على كوكب الأرض بأيدى بشرية أم تم صياغتها فى السماء بأيدى الملائكة جنود الله ثم أُرسلت للأنبياء ليفرضوها كما هى على البشر ؟ .. لقد جاءتنا أخبار الأمم منذ قرون قدسنا منها ما قدسنا وعبدنا ما عبدنا وآمنا بما آمنا ولم نفكر يوماً فى البحث عن حقيقة تلك الأمم والأخبار والروايات والأحاديث .. إكتفينا بالقبول .. وتركنا النقد والبحث .. لذلك أصبحنا أكثر أمم الأرض تخلفاً ونطاعة .. إندثرت الحقيقة وسط غُيوم الأكاذيب .. أوهام مُنظمة .. أحاديث مُلفقة .. كلمات مُنمقة .. معلومات مُفبركة .. عقل مُتوقف يخاف من التفكير ويُفضل حالة اللاتفكير التى يعيش فيها .. لقد فقدت الإنسانية معنا هنا أغلى ما تملك وتتجه نجو الإنهيار الذاتى المحقق .. عفوا سأخرج عن النص من هنا .. لن أعود إلى نصوص الأكاذيب .

مقالى الثامن - عقولٌ عفنة  - سلسلة إنسانيات - 24/5/2013

الأحد، 19 مايو 2013

لمست بخاطرى أحاسيس الضياع والتيه والبعد عن ذاتى وإنسانيتى وما وجدت إلا البؤس وعندما نظرت بأعينى باحثٌ عن نفسى وذاتى وإنسانى المدفون صُدمت من هول ما رأيت لقد رأيت نفسى فى عصور الجاهلية ، ولكن بدون صحراء ورمال وعبيد سود وسبايا وإماء وخمر ونساء ! .. رأيت جاهلية أكثر فتكاً بعقل المسلمين وما ينادوا به جاهلية تعود بهم إلى الوثنية بل وأشد وثنية من الوثنيات التقليدية فى تاريخ الأديان والزمان .. لم أجد مفر من البحث بنفسى فى هذا الدين العريق ونبيه الصادق .. رأيت هذا الإسلام نفسه كان واضحاً تمام الوضوح فى قصر القدسية والعصمة على كيان واحد فى الوجود هو : " الذات الإلهية " ، ولكن أى ذات إلهية يراها هؤلاء المسلمين ؟ .. وجدته ينعى الوثنيات والشركيات والراكنين إلى ما وجدوا عليه آبائهم الأولين .. فشعرت أنى واقف فى مكة أشاهد قصة التنزيل بنفسى .. رأيت الله يخاطب محمداً بكل صفات العبد التام العبودية وأنه مجرد حامل رسالة ليس أكثر فلا هو رب ولا هو ملك ولا هو معصوم عن بشريته ؛ لأن المعصوم هو الكمال الإلهى وحده .. مع ذلك رأيتهم بعينى يعطوه أعلى صفات الألوهية والعصمة والكمال وتناسوا الوحى وتدخله المستمر لإصلاح مسار أو قرارات أو مواقف أو تشريعات أخطأ فيها النبى ببشريته وفطرته .. رأيت محمداً عليه الصلاة والسلام هو عبد من عباد الرحمن ونبى كريم أدى الرسالة المكلف بها كاملة .. رأيته يخاف ربه من أى قدسية تلحقه شخصيا إذا ما حفظ المسلمون كلامه ( حديثه ) إلى جوار الكتاب الذى آتى به " القرآن " كلمة الله التامة ..  فَنهى الناس عن تدوين حديثه وأمر بوضوح لا يشوبه غموض " لا تكتبوا عنى سوى القرآن " .. لقد خالفوه هذا الذى يقدسوه .. وأى ظلم للنفس ؟ وأى كبر لديهم ؟ وهل يمتلكون عقلاً أم نزعهم الله إياه ليتركهم فى غياهب التيه ؟ .. سمحوا لأنفسهم بالتدوين عن ما نهاهم .. وما نطق عن الهوى .. لقد أخرجوا نزعاتهم الشريرة لقمع البشرية الجديدة التى تدين بالإسلام وفتحوا الباب لإختلاق أحاديث مكذوبة لا يقبلها أى عقل ونسبوها إليه .. أى غرور هذا ؟ وأى سلطان هذا ؟ أى فقهاء هم ؟ قاتلهم الله .. ولم يكتفوا بذلك وأعلنوا بعدما إعتنقوا وثنيتهم إضفاء على الأحاديث قدسية فى المذهب السنى ترفعها فوق القرآن كرامةً وفعلاً وقدسية .. لقد قالوا إنها تنسخ القرآن .. اى قرآن هذا ؟ وأى أحاديث هذه ؟ وأى مسلمون أنتم ؟ مسلمون لمن ؟ لم يكتفوا بل أعلنوا الوثنية بضرواة أكثر ليضربوا عقل الإنسان فى مقتل فأطلقوا القدسية على من لا قدسية لهم من بشر كالصحابة مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم أو كالمحدثين مثل البخارى أو الإخباريين كإبن كثير حتى وصل التقديس للشعراوى نفسه .. لقد تعبت أنفاسى من التنهيدات ولكن أريد الحقيقة أريد ولو جزء من الحقيقة يبقينى حياً .. إتركوا لى نفسى وعقلى بعيداً عنكم أيها الوثنين فأنا أعبد رب هذا الكون اللامحدود بنفسى ولا حاجة لى بكم ولا يوثنيتكم .. إن الله لا يسكن فى المعابد والمساجد إنه يسكن فى خلاياك فى وريدك ودمائك .. يسكن فيك يا إنسان .. وماذا سترى ؟ وكيف سترى ؟وأنت لا ترى نفسك الذليلة .. عفواً سأسير وحدى بعيداً .

السبت، 18 مايو 2013

وذهبت إلى أعماق أعماقى فوجدت هذا الوثنى عابد الحجر والبشر يستفحل غباؤه وكبره الفارغ .. ماذا يجب أن أفعل ؟ إننى أشبه هؤلاء الذين وُجِدُوا على دين آبائهم وأجدادهم وهم مؤمنون إيماناً لا يقبل الشك بآالهتهم وأصنامهم .. هؤلاء الذين حاربوا الأنبياء المؤمنين !
ماذا يفرقنى أنا الذى بأول نفس يدخل رئتى بدأت معاناتى ولم لا وأنا الإنسان البائس التائه الضائع فى ملكوت السماوات والأرض يبحث عن نفسه التى لا يراها .. سرت فى الأرض حتى تشقق جلدى وأصبحت واهناً .. من أنا ؟ أين الله ؟ أين الإنسان ؟ ماهو الدين ؟ وما هؤلاء الأنبياء ؟ وما هؤلاء الناس ؟ ألذلك خُلقنا ؟ ألتلك المعاناة وُجدنا؟ شرايين قلبى تنتفض مع كل زفرة نفس تخرج منى باحثة عنى .. عقلى يطلق صفارات إنذار لا أعلم إن كانت دليل على تخطى الحدود ، ولكن أى حدود ؟ أهى حدود التفكير العقلانى أم حدود الضعف الإنسانى ؟ طعنات وصرخات تجتاح وجدانى كلما فكرت أكثر وقرأت أكثر وتعلمت أكثر وأدركت جوانب الحقيقة ؟ وأى حقيقة تلك التى نراها فى حياتنا ؟ فالجميع يعيش على أوهام الإيمان واليقين ولا أحد يريد أن يرى الحقيقة ، وما الحقيقة إلا الواقع المؤلم المرير الذى نتحاشاه لكى نعبر مرحلة السقوط ونخترع أوهامنا بأنفسنا ، نحن مزيفون مخدوعون نائمون تائهون عائشون ميتون .. كيف تركت نفسى كل هذا الوقت لوهم إسمه الدين والتدين المزيف الذى يلغينى ويغيبنى عن حقيقتى الأساسية أننى إنسان بشر الطيبة والخير عنوانى الأزلى وما هذا التدين إلا إلغاءاً لجمال الإنسان فىَّ وزرع الشر والتعصب والجهل .. على ماذا التعصب وإلى ماذا وعن ماذا ؟ لا أعلم إلا أنه الوهم المحدق بى وبهم ، مجتمع الموهومين السائرين نياماً ، يحدثوننى عن الدين وفضل الآخرة والحياة الآخرى ويتناسون الحياة الحالية .. يفضلون الكآبة والملل والرتابة والإنعزال حتى يجدوا الراحة والجنة والمتعة والسعادة فى الآخرة ؟ أى آخرة التى ستعطيكم هذا وأنتم تدمرون أنفسكم هنا فى الحياة الأولى ؟ كيف تتخيلون أنكم بقتلكم للإنسان فيكم ستجدون ما تشتهون فى حياتكم الآخرى التى تنتظرونها ؟ وأى إنسان هذا الذى تقتلون وتعبثون بغرائزه إنكم تطلقون كل أسلحتكم للفتك به فى سبيل ماذا ؟ بماذا تختلفون عن الوثنين ؟ لا شىء . هم يعبدون الحجر والقمر والشمس وفرعون فى الجاهلية وأنتم تعبدون الحجر والبشر ونسيتم الله فى الجاهلية أيضاً .. جاهلية التكنولوجيا والعلم .. الله الذى تحاولون لصق صفاته بدينكم هو برىء منكم ومن تلك الاديان الوثنية العبثية التى تنثروها علينا ممجدين كل ما فيها مكفرين لكل ناقد لها وباحث فيها .. إن الله يتجسد فى الإنسان وما وجدت الأديان إلا للبحث عن الإنسان .. وأنت أضعتم الأديان وأضعتم الإنسان وأضعتم طريق الله وأضعتم أنفسكم .. ساسير فى الأرض لأتأمل كم الخراب الذى صنعتموه وأستكمل معاناتى الأزلية .

سأترك لكم العنوان تضعوه بأنفسكم .