نعمْ
إنها المُعجزة . لا تتعجب فالمعجزات لم تنتهى بموت الأنبياء .. أنت نفسك
معجزة أيها الإنسان الضعيف .. لقد تم خلقك بحيوانِ منوىِ واحد فى سباق يكاد
يكون مستحيل بين 250 مليون حيوان منوى فى المتوسط تسبح فى أحشاء الأم التى
تحملت هى أيضاً مشاقاً تندب لها الجبين لتخترق بويضة جُهزت خصيصاً لبداية
خلق جديد لتخرج أنت إلى الدنيا .. نعم ياعزيزى إنك فى أيامك وأسابيعك
الأولى من بداية خلقك يتم تشكيل خلاياك بمعجزة
إلهية تتم داخل رحم الأم وتُظهر ملامحك بترتيبِ ربانىِ عجيب تلك الحواس
التى تتشكل ليست من فراغ وإلى فراغ ولكن لهدف وماهية محددة .. وإلا لِما
كان والدك ووالدتك تحملوا العناء وأكرمك الله بوضع لُبِنتَك الأولى وتهيأت
إلى الحياة .. أنت أيها الموجود بأنفك بأذنك بفمك بجسمك الذى هو دليل على
وجودك المادى فى الكون لك هدف وغاية لابد أن تحققها .. وإذا تعاملت برعونة
مع جسمك ومع حواسك بل ومع وجودك المجازى فى كوننا الفسيح المتسع يومياً
ستجد نفسك يوماً ما وهو ليس ببعيد واقفاً أمام من أعجّزك وميَّزك تُحاسب
على عملية خلقك المُكلفة والباهظة الثمن والتكاليف .. عزيزى الموجود أدعوك
للتفكُر فى ذاتك من أعماقها والبحث فى عيوبك وطباعك السيئة والسلبية
ومميزاتك وتطويرها لكى تنهض بذاتك .. لا تدع الذبابة تتفوق عليك مع أنها
حتى الآن متقوفة عليك فى الكثير والكثير وهى من الحشرات التى تثير إشمئزازى
الشخصى ولكنها أكثر تعقيداً مما تتخيل أنت .. أنظر حولك إلى أتفه الحشرات
ستجدها تعمل فى منظومة متكاملة لهدف ما وكل حشرة فى فريقها وعالمها تعرف
دورها بتيقن وثقة فى الذات .. ولك فى النملة التى تأتى بحثاً عن قطعة سكر
سقطت منك عِبرة لتُجَمِّع بها وبقطع أخرى زاد باقى الفريق المختبىء خلف
بلاط بيتك الفخم .. أدعوك لنظرة أخرى لمن حولك .. تأمل كم أنت لاشىء حتى
الآن وسط جموع الحشرات والبكيتريا والفيروسات التى تعيش وسطها غالبية الوقت
.. ولن أقول لك وسط جموع الكائنات شديدة التنوع الأخرى .. نظرة واحدة
بسيطة متواضعة برأسك الكبير المُجهز لحمل مُخك الكبير أيضاً المُجهز لكى
تبحث وتتفكر إلى هذا القمر الموضوع فوقك بإحترافية لا متناهية بحيث يحفظ لك
توازن المياة على سطح كوكبك المميز بجاذبية كونية محددة .. لن أقول لك
أنظر لِتلك النباتات التى تزرعُها فى شُرفة بيتُك الجميلة .. كم تُرهق
نفسها فى عملية البناء الضوئى ؛ لتنتج لك غاز الأكُسجين الذى تحتاجه بوفرة
لإنقاذ خلايا دمك من الدمار والموت علماً بأن هذا الغاز هو أيضاً سبب وصولك
للشيخوخة وموتك .. عزيزى الإنسان أنت فى الحقيقة لاشىء فى هذا المتسع
الزمانى المكانى إلا نفسك .. كن أو لا تكن .
المقال الثانى .. فجر السبت 13/4/2013 .. إنسانياتٌ
المقال الثانى .. فجر السبت 13/4/2013 .. إنسانياتٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق