صدمة
العقل الإنسانى لأول وهلة مع جملة " نظرية التطور " نتيجة للوعى الدينى
الثابت لديه أمر منطقى وطبيعى لأن وقتها اليقين الموجود لديه يصنف اى شىء
من منطلق دينى أى ( حلال وحرام ) لذلك هذا المنطق فى التفسير هو ابعد
مايكون عن الحيادية فى البحث والتدقيق والتأمل فى اى فكرة او موضوع يستقبله
هذا النوع من العقل .. الموضوع ليس ببساطة أن أجعل نفسى محايداً فى تأملى
لما يدور حولى الموضوع محتاج قراءة واسعة وتفتيح دماغ لتدريب العقل وزراعة
معلومات كافية للتعامل مع الافكار الشاذة بالنسبة لذلك العقل .. إذا ذكرت
لأى واحد جملة " نظرية التطور " ستجد رداً تلقائياً ( النظرية دى حرام وضد
الدين ) عندما توجه له سؤالاً هل قرأتها ؟ يرد لا ولكن فلان قال هذا واقرا
هذا المقال .. تعيد عليه السؤال يعيد عليك الجواب بصيغة مختلفة ويجبلك آيات
قرآنية ويعارضلك تفسيرها مع رؤيته للنظرية التى لن يكلف نفسه عناء البحث
فيها غير ببعض المقالات المضادة لها .. الرد الأقوى يكون فى جملة " أن
الإنسان أصله قرد ويقولك لا طبعاً احنا مميزين عنهم وخلقنا ربنا فى احسن
تقويم " .. النظرية الملعونة لم تقل ذلك من الاساس ولكنها اوضحت اننا
مشتركين مع انواع من القردة فى 99% من الخريطة الجينية تلك النسبة الصادمة
لهذا العقل الدينى المغلق يجعله يوجه لك ولها اتهامات لا تطاق .. المهم
أننا نحن والكائنات المتشابهين معنا فى الجينات دول وكائنات اخرى نشترك فى
اننا انحدرنا من سلالة قديمة منذ ملايين السنين وإلا لما كان ذلك التشابه
الذى اثبتته علوم اللبيولوجيا الجزئية والاحياء والحفريات وغيره كحقائق لا
تحتمل الشك ولكنها تحتاج للمزيد والمزيد من البحث لرسم تلك الخريطة الجينية
بشكل أفضل فقط .. الأدهى من ذلك إنك بالبحث فى الموضوع من بداية الخليقة
مثلا والخلية الأولى الى بدأت بيها حياتنا على الكوكب البائس هذا تجد ان
هذا الكائن البدائى قد نشأ فى الماء ومن الماء بخليط من المواد الموجودة
بتربة الارض فى اعماق المحيط التى وبتقرير العلم أيضاً أن جسمك هذا يحتوى
على تلك المواد فعلياً الموجودة بتراب الكوكب التى بدورها آتت لهذا الكوكب
عن طريق النجوم المنتشرة فى ذلك الفضاء الشاسع .. وبتتبع الموضوع أكثر
وخاصة فى نمو الأجنة بين الكائنات الحية تجد طبعا تفسير هذا التعاقب هو أن
الإنسان وغيره من الثديات ينحدر من أصول سمكية وبرمائية .. والسبب هو أن
الجنين يكون محكوم بتاريخه التطوري .. لا تستغرب فالموضوع يحتاج فقط لبعض
الدراسة والتأمل من منطلق علمى أولاً واذا كنت تدين بالإسلام أو المسيحية
أو عابد للناموسة فأنصحك بأن تتبع نصيحة الله لك وأن " تقرأ " أولاً
وثانياً وثالثاً قبل أن تستمع لرأى أحد فى الموضوع .. التطور حقيقة حياة
وليست نظرية يمكن أن تخطأ او ترفضها أو تتصادم مع الدين .. العلم الذى لا
تعرف عنه أنت شىء فى وطنك يضع التطور كأساس فى مختلف العلوم لذلك الدول
الأوربية الغربية الفاجرة تتقدم بتدريس تلك الحقيقة لطلابها داخل المدارس
لبناء وعى سليم فى البحث العلمى وفى حياتهم أما نحن فحدث ولا حرج .. الشيخ
والقديس قال هذا حرام إذاً هذا حرام .. وعلينا العوض ومنه العوض ،،،
مقالى الثالث - عصر الإثنين - العقل الدينى والتطور ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق