إندثرت الحقيقة وسط غيوم الأكاذيب .. أوهام مُنظمة .. أحاديث مُلفقة .. كلمات مُنمقة .. معلومات مُفبركة .. كيف بعد كل هذا يمكن أن ترى الحقيقة أو أن تستشفها ؟ لا تقُل لى إنها واضحة .. كيف تكون واضحة وأنت لا تفكر ؟ .. بُنيان عقلك فى الأساس معتمد على أوهام فى كل شىء أخطأت تقديراتك فى كل شىء .. الحقيقة لها عناوين كثيرة .. العدالة لها وجوه أكثر .. كل منهم يستحيل أن تستشفه بسهولة وأنت جالس تشاهد وتسمع فقط .. لقد حُرفت الحياة بكل معانيها .. فقدت معناها الإنسانى .. عُقول عاهرة تنطق فى كل مكان عن الحق والعدل .. أين الحق ؟ وما هو العدل ؟ .. الجميع يتحدث ويتمنى ولكن ، مافائدة الأمانى والعقل متوقف .. حلمه ضيق ؟ حَدثونى عن الإخلاص ولم أعرف معناه .. حَدثونى عن الحب وتاه وسط الأوهام .. حَدثونى عن التقوى والفضيلة ولم أجدهم إلا فى سير الأنبياء والرسل والفلاسفة ؟ وهل الأنبياء والرسل معصومون من الخطأ ؟ أليس الفلاسفة كانوا أكثر عمقاً فى الوصول لإجابات وتعليم البشر الفضيلة أكثر من الأنبياء ؟ حَدثونى عن الأديان وفضلها على العالمين فوجدتها تحولت لسبيل يستخدمها كل ناعق لتدمير الأرض والبشر بإسم الإله والدين والحق ؟ أى إله ؟ وأى دين ؟ وأى حق ؟ لقد إمتلأت الأرض دماءاً بإسم الإله الواحد .. بإسم المسيح .. بإسم الإسلام .. أى إنسان تبحثون عنه فى وسط هذه الدماء المُبعثَرة .. ألم يكنْ من الأجدى أن نبحث عن أنفسنا ونكتفى بالبحث عن الإله ؟ ألم نكتفى بإراقة دماء الإنسان والحيوان والكائنات التى تعيش معنا ؟ .. ألم يكفينا عبثاً .. أم أصبحنا لا نستطيع أن نحيا إلا فى العبث منه وإليه ؟ .. " الأرض " هو إسم كوكب الدمار الموجود بين مجموعة كواكب أخرى تدور فى فلك نجم متوسط يبعث لها ضوءاً وحرارة وحياة وهو الوحيد الذى تدمر فيه البشرية نفسنا ومن معها .. جاءت الأديان لتكرم الإنسان وتجعله يؤمن بإله واحد ! .. ألم تأتى للإنسان العاقل المُفكر والمُتخيل المُبدع لتحثه على تشغيل العقل .. الهبة الممنوحة من هذا الإله الواحد .. أم أتت لجعله يؤمن بأشياء ومعجزات خارقة ويقفز خارج عقله بتلك الأشياء التى لا يقبلها عقل الإنسان .. إذا جاءت بذلك فإنها تلغى الميزة الوحيدة التى جعلت من الإنسان مختلفاً عن الكائنات التى يعيش معها وتضعه فى مرتبة النملة أو الصرصار أو الذبابة .. ألم توضع نصوص الأديان على كوكب الأرض بأيدى بشرية أم تم صياغتها فى السماء بأيدى الملائكة جنود الله ثم أُرسلت للأنبياء ليفرضوها كما هى على البشر ؟ .. لقد جاءتنا أخبار الأمم منذ قرون قدسنا منها ما قدسنا وعبدنا ما عبدنا وآمنا بما آمنا ولم نفكر يوماً فى البحث عن حقيقة تلك الأمم والأخبار والروايات والأحاديث .. إكتفينا بالقبول .. وتركنا النقد والبحث .. لذلك أصبحنا أكثر أمم الأرض تخلفاً ونطاعة .. إندثرت الحقيقة وسط غُيوم الأكاذيب .. أوهام مُنظمة .. أحاديث مُلفقة .. كلمات مُنمقة .. معلومات مُفبركة .. عقل مُتوقف يخاف من التفكير ويُفضل حالة اللاتفكير التى يعيش فيها .. لقد فقدت الإنسانية معنا هنا أغلى ما تملك وتتجه نجو الإنهيار الذاتى المحقق .. عفوا سأخرج عن النص من هنا .. لن أعود إلى نصوص الأكاذيب .
مقالى الثامن - عقولٌ عفنة - سلسلة إنسانيات - 24/5/2013
مقالى الثامن - عقولٌ عفنة - سلسلة إنسانيات - 24/5/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق