الأحد، 19 مايو 2013

لمست بخاطرى أحاسيس الضياع والتيه والبعد عن ذاتى وإنسانيتى وما وجدت إلا البؤس وعندما نظرت بأعينى باحثٌ عن نفسى وذاتى وإنسانى المدفون صُدمت من هول ما رأيت لقد رأيت نفسى فى عصور الجاهلية ، ولكن بدون صحراء ورمال وعبيد سود وسبايا وإماء وخمر ونساء ! .. رأيت جاهلية أكثر فتكاً بعقل المسلمين وما ينادوا به جاهلية تعود بهم إلى الوثنية بل وأشد وثنية من الوثنيات التقليدية فى تاريخ الأديان والزمان .. لم أجد مفر من البحث بنفسى فى هذا الدين العريق ونبيه الصادق .. رأيت هذا الإسلام نفسه كان واضحاً تمام الوضوح فى قصر القدسية والعصمة على كيان واحد فى الوجود هو : " الذات الإلهية " ، ولكن أى ذات إلهية يراها هؤلاء المسلمين ؟ .. وجدته ينعى الوثنيات والشركيات والراكنين إلى ما وجدوا عليه آبائهم الأولين .. فشعرت أنى واقف فى مكة أشاهد قصة التنزيل بنفسى .. رأيت الله يخاطب محمداً بكل صفات العبد التام العبودية وأنه مجرد حامل رسالة ليس أكثر فلا هو رب ولا هو ملك ولا هو معصوم عن بشريته ؛ لأن المعصوم هو الكمال الإلهى وحده .. مع ذلك رأيتهم بعينى يعطوه أعلى صفات الألوهية والعصمة والكمال وتناسوا الوحى وتدخله المستمر لإصلاح مسار أو قرارات أو مواقف أو تشريعات أخطأ فيها النبى ببشريته وفطرته .. رأيت محمداً عليه الصلاة والسلام هو عبد من عباد الرحمن ونبى كريم أدى الرسالة المكلف بها كاملة .. رأيته يخاف ربه من أى قدسية تلحقه شخصيا إذا ما حفظ المسلمون كلامه ( حديثه ) إلى جوار الكتاب الذى آتى به " القرآن " كلمة الله التامة ..  فَنهى الناس عن تدوين حديثه وأمر بوضوح لا يشوبه غموض " لا تكتبوا عنى سوى القرآن " .. لقد خالفوه هذا الذى يقدسوه .. وأى ظلم للنفس ؟ وأى كبر لديهم ؟ وهل يمتلكون عقلاً أم نزعهم الله إياه ليتركهم فى غياهب التيه ؟ .. سمحوا لأنفسهم بالتدوين عن ما نهاهم .. وما نطق عن الهوى .. لقد أخرجوا نزعاتهم الشريرة لقمع البشرية الجديدة التى تدين بالإسلام وفتحوا الباب لإختلاق أحاديث مكذوبة لا يقبلها أى عقل ونسبوها إليه .. أى غرور هذا ؟ وأى سلطان هذا ؟ أى فقهاء هم ؟ قاتلهم الله .. ولم يكتفوا بذلك وأعلنوا بعدما إعتنقوا وثنيتهم إضفاء على الأحاديث قدسية فى المذهب السنى ترفعها فوق القرآن كرامةً وفعلاً وقدسية .. لقد قالوا إنها تنسخ القرآن .. اى قرآن هذا ؟ وأى أحاديث هذه ؟ وأى مسلمون أنتم ؟ مسلمون لمن ؟ لم يكتفوا بل أعلنوا الوثنية بضرواة أكثر ليضربوا عقل الإنسان فى مقتل فأطلقوا القدسية على من لا قدسية لهم من بشر كالصحابة مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم أو كالمحدثين مثل البخارى أو الإخباريين كإبن كثير حتى وصل التقديس للشعراوى نفسه .. لقد تعبت أنفاسى من التنهيدات ولكن أريد الحقيقة أريد ولو جزء من الحقيقة يبقينى حياً .. إتركوا لى نفسى وعقلى بعيداً عنكم أيها الوثنين فأنا أعبد رب هذا الكون اللامحدود بنفسى ولا حاجة لى بكم ولا يوثنيتكم .. إن الله لا يسكن فى المعابد والمساجد إنه يسكن فى خلاياك فى وريدك ودمائك .. يسكن فيك يا إنسان .. وماذا سترى ؟ وكيف سترى ؟وأنت لا ترى نفسك الذليلة .. عفواً سأسير وحدى بعيداً .

هناك تعليق واحد:

  1. تحدثت بما يدور فى عقلى و نفسى و ما اعجز عن صوغه خارج حدودى الدماغية بشكل لا يسعنى معه الا ان ارفع لك القبعة احتراما...احب الله و لكنى سأحبه على طريقتى..لن اخترع طريقة ..هى بالفعل موجودة و لكنى سأسمح لعقلى اولا بتقبلها و لانسانيتى ب استساغتها......من اروع ما كتبت يا صديقى...

    ردحذف